وهناك شركات أخرى لحقها الضرر، مثل شركات السياحة والفنادق، والشركات العاملة في مجال تنظيم الأحداث الرياضية والحفلات، والمطاعم، ما إضطرها إلى تسريح الكثير من العمال أو تقليص ساعات عملهم بشكل حاد، وقد لا تتمكن العديد من هذه الشركات من النجاة وتضطر للإغلاق.
كما ستتضرر مجالات الصناعة بشدة إذ أعلنت شركات مثل “
جنرال موتورز” و”
فورد“، تعليق أعمالها في الولايات المتحدة، مما سيؤثر على عمال تجميع السيارات، والعاملين في الإدارة وكل موردي قطع السيارات وربما سيفقد الوكلاء أعمالهم بالفعل لأن المشترين المحتملين لن يميلوا إلى الشراء وستكون هناك خسائر في الوظائف مع انخفاض الطلب على المركبات.
ولكن هل يبدو المشهد سوداوياً إلى هذا الحد؟ ألم يخرج أي قطاع رابحا من تلك المعركة؟ وماذا عن القطاع الطبي وشركات الأدوية التي بات التكالب العالمي على منتجاتها الوقائية مثل الكمامات والمطهرات كبيراً للحد الذي يظهر فيه شح في الأسواق في عديد من دول العالم.
وهنا تأتي الاجابة أن الشركات المنتجة للأدوية واللقاحات مثل
فايزر قد لاقت صعوداً جامحاً فقد ارتفعت أسهمها لمجرد إعلانها عن التوصل إلى لقاح جديد أو العمل على حلول قد تقضي على الفيروس حيث عاد الأمر بأرباح كبيرة على أصحاب أسهم شركات الأدوية والشركات المصنعة لمنتجات الحماية الكيميائية، التي حلقت أسعار أسهمها في
البورصات العالمية بالتزامن مع انتشار المرض القاتل.
وكذلك الأمر بالنسبة لشركات الاتصالات وخدمات التلفزيون عبر الإنترنت حيث انتعشت كونها الملاذ الآمن للتواصل بعد فرض التباعد الاجتماعي حيث ارتفع عدد مستخدمي منصات شركة فيسبوك للتواصل الاجتماعي بنسبة 15%، وحققت شركات خدمات الفيديو عبر الإنترنت، مثل نتفليكس أرباحاً غير مسبوقة في ظل إقبال ملايين الناس من أجل التسلية والترويح عن أنفسهم خلال العزلة حيث قفز عدد المشتركين في منصة نتفليكس بشكل كبير بنسبة 47% خلال الفترة نفسها ولا يعد هذا الازدهار في قطاع التسلية المنزلية مفاجئاً، ما دام عدد كبير جداً من الناس ليس لديهم أي خيار سوى البقاء في المنزل.
وحصدت الشركات الأمريكية أكبر المكاسب فمبيعات أمازون ارتفعت بنسبة 40% خلال ثلاثة أشهر، بينما حققت شركة أبل زيادة كبيرة في مبيعات هواتف آيفون وغيرها من الأجهزة، وأفاد عضو الكونغرس الديمقراطي ديفيد سيسيلين: “من المرجح أن تصبح هذه الشركات أقوى وأكثر قوة من أي وقت مضى”.
وثمة عملاق آخر لصناعة التسلية هو شركة ديزني التي قد ربحت شيئاً وخسرت آخراً خلال فترة تفشي الوباء فقد أغلقت الشركة مدن الملاهي التابعة لها بعد تطبيق إجراءات الإغلاق العام، ما تسبب في خسارة ديزني لما لا يقل عن 1.4 مليار دولار ولكن في الوقت نفسه تصاعد الطلب على خدمات العرض المستمر للأفلام والمسلسلات على الإنترنت بشكل مخيف.
ومن الجدير بالذكر انه بالرغم من القطاعات التي حققت ارباحاً ونتائج إيجابية إلا انها لا تتناسب مع حجم الخسارة والضرر الذي لحق بالإقتصاد العالمي ككل حيث أن حجم الضرر للاقتصاد العالمي ربما يكون غير مسبوق، فعندما تفشى وباء سارس عام 2003 كانت الصين سادس أكبر اقتصاد عالمي، إذ كانت تسهم بنحو 4.2% من الناتج العالمي الإجمالي، واليوم هي ثاني أكبر اقتصاد عالمي وتسهم بنحو 16.3% من الناتج العالمي الإجمالي ومن ثم فإن أي وعكة صحية في قطاعات الاقتصاد الصيني تحدث هزة في قطاعات الاقتصاد العالمي كافة.