التحليل الشهري للأسواق – ابريل 2023

من المرجح أن يشهد شهر أبريل حركات قوية مع بداية الربع الثاني من العام في ظل تزايد الأخبار التي لها تأثير كبير على الأسواق المالية. 
خلال الشهر الماضي، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط، مما يدل على أن البنك المركزي الأمريكي قد شرع في التخفيف من وتيرة رفع أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى تغيير محتمل في السياسة النقدية الحالية. ولا يزال هدف الفيدرالي واضحًا، وهو خفض معدل التضخم، لكن مع ذلك، فإن الوصول إلى هذا الهدف ليس بالمهمة السهلة وسط بيئة اقتصادية غير مستقرة بالإضافة الى الأزمة الأخيرة في القطاع المصرفي العالمي والتي تلقي بثقلها على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية. لهذه الأسباب، من المتوقع أن يظل الدولار الأمريكي تحت الضغط خلال هذا الشهر.
في غضون ذلك، قد يواجه سوق العمل الأمريكي بعض الصعوبات في هذا الشهر، وتشير توقعات أرقام التغير في الوظائف غير الزراعية أن الاقتصاد الأمريكي قد أضاف 238 ألف وظيفة جديدة فقط في مارس مقارنة بـ 310 ألف وظيفة مسجلة سابقًا. من جهة أخرى، من المرجح أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 3.6٪
وسوف يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي مراقبة مستويات التضخم من خلال أرقام مؤشر أسعار المستهلكين بالإضافة الى آخر التطورات في سوق العمل.
وبالتالي، هناك فرص كبيرة لاستمرار صعود الذهب حيث يواصل المستثمرون البحث عن أصول مالية للتحوط من تقلبات سوق الأسهم، وتاريخيًا، يظل المعدن الأصفر ملاذًا آمنًا مهمًا خلال الأوقات الصعبة.
على الجانب الآخر، بعد الانتعاش الأخير للأسهم العالمية، قد يستقر سوق الأسهم الأمريكي في ظل حالة عدم اليقين السائدة حتى نرى كيف سيتفاعل بنك الاحتياطي الفيدرالي مع البيانات الاقتصادية القادمة.
أخيرًا، من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط في شهر أبريل لتختبر مستوى 83 دولارًا للبرميل بعد تقارير تفيد بأن كبار منتجي النفط ضمن مجموعة أوبك + وافقوا على خفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميًا، بدءًا من بداية الشهر المقبل الى غاية نهاية هذا العام. ويمكن لقرار خفض الإنتاج أن يخلق اختلالًا قويًا بين مستويات العرض والطلب، حيث من المتوقع أن تظل أسعار النفط في ارتفاع.
أما الآن دعونا نلقي نظرة على التوقعات الفنية الشهرية للعملات الرئيسية والسلع ومؤشرات الأسهم الأمريكية.

التحليل الشهري للاسواق

اليورو/ دولار

وجد اليورو دعما قويا عند مستوى 1.0530 حيث رأينا فشل الأسعار في كسرهذا المستوى لثلاث مرات على التوالي.
علاوة على ذلك، تمكنت العملة الموحدة من اختراق خط الاتجاه الهابط الممتد من قمة فبراير كما هو موضح في الرسم البياني أدناه، مما يعزز الزخم الإيجابي على اليورو.  
ومن الناحية الفنية، تحول الاتجاه من هابط إلى صاعد، وبالتالي، من المتوقع أن يتداول الزوج نحو الأعلى، مستهدفًا أعلى مستويات الشهر الماضي عند 1.1033 بينما الاختراق الواضح فوق هذا المستوى يمكن أن يمهد الطريق للمقاومة التالية التي توجد عند مستوى 1.1120
في الختام، من المتوقع أن يظل اليورو ثابتًا خلال هذا الشهر بينما تستمر الأسعار في التداول فوق قاع 1.0790. على العكس من ذلك، فإن الإغلاق الأسبوعي دون هذا المستوى يمكن أن يضعف التوقعات الإيجابية الحالية ويرسل الأسعار نحو منطقة 1.0700-1.0640.

الجنيه الاسترليني/ دولار

تمكن الجنيه الإسترليني من الارتداد بقوة من مستوى الدعم النفسي عند 1.1800، وفي الوقت الحالي، يختبر الزوج منطقة مقاومة مهمة.  
بعد الارتداد القوي الذي شهدناه نهاية العام الماضي، تداول هذا الزوج ضمن نطاق واسع منذ بداية العام، يقع بين دعم 1.1800 ومقاومة 1.2440. وبالنظر إلى حركة السعر الأخيرة، يمكننا ملاحظة تغير الاتجاه من محايد إلى صاعد حيث اتخذ التقدم الأخير شكل سلسلة من القمم والقيعان المرتفعة.
حاليا، المستوى الرئيسي الذي يجب اختراقه هذا الشهر هو 1.2515، ويمكن للاختراق الناجح فوقه أن يمهد الطريق أمام اندفاع قوي يمكن أن يصل إلى قمة 1.2670، والتي تمثل أعلى مستوى تم تسجيله في مايو من العام الماضي. ومن المرجح أن يظل الاتجاه الصاعد في مكانه بينما تستمر الأسعار في التداول فوق قاع 1.2280
على العكس من ذلك، فإن الإغلاق الأسبوعي دون دعم 1.2280 سوف يهدد الزخم الايجابي ويمكن أن يضع هذا الزوج تحت الضغط.

الدولار الأمريكي/ الين الياباني

واجه هذا الزوج بائعين أقوياء خلال الشهر الماضي، وتحول الاتجاه إلى هابط على المدى القصير أيضا. 
من الناحية الفنية، يمكننا أن نرى قوة الزخم الهابط الحالي، مع ذلك، وجب انتظار كسر ما دون دعم 130.45، لتأكيد مزيدا من انخفاض الأسعار والتي يمكن أن تصل إلى مستوى 129.80 يليها 128.30 كامتداد للحركة الهابطة.
في الوقت نفسه، إذا ظل الزوج يتحرك تحت المقاومة الرئيسية لهذا الشهر عند مستوى 133.80، فمن المرجح أن تواجه أي محاولة ارتداد ضغوط بيع قوية للاستمرار في الانخفاض. لذلك، يجب على المتداولين التركيز على التداول مع الاتجاه السائد فقط.
بشكل عام، من المتوقع أن يظل الزخم السلبي دون تغيير ما لم نر إغلاقًا أسبوعيًا فوق المقاومة الشهرية عند 133.80

الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي

فشل زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي في تجاوز مقاومة فنية رئيسية كانت تقع عند مستوى 1.3850  
خلال هذا الشهر، سوف يتطلع المستثمرون إلى استمرار الحركة الهابطة الأخيرة خصوصا بعد قرار بنك كندا بإيقاف برنامج رفع أسعار الفائدة مؤقتًا بعد سلسلة من رفع أسعار الفائدة في الأشهر الماضية.
من المهم أيضًا ملاحظة أن لهذا الزوج علاقة عكسية مع أسعار النفط، لذا فإن الارتفاع القوي في النفط هذا الشهر يمكن أن يبقي هذا الزوج تحت الضغط.
ومن وجهة نظر فنية، إذا استمر الزوج في التداول دون مستوى 1.3630، فمن المرجح أن يظل الزخم السلبي قوياً وسيتطلع البائعون إلى إعادة اختبار منطقة الدعم المتواجدة بين مستويات 1.3360و1.3320. مع ذلك، من الممكن حدوث ارتداد للأعلى أولا بعد أن وصل الزوج إلى منطقة ذروة البيع. أما الآن، سوف تظل احتمالية الصعود محدودة، ومن المتوقع أن يقف البائعون أمام محاولات الارتداد من منطقة مقاومة 1.3560-1.3580 إذا تم اختبارها في الأيام المقبلة.

الذهب

ارتفع الذهب كما كان متوقعا بعد اختراقه بنجاح فوق الحاجز النفسي عند مستوى 2000
وفي الآونة الأخيرة، يمكننا أن نرى تمكن الأسعار من تجاوز الحد الأعلى لنمط المثلث التصحيحي الموضح في الرسم البياني أدناه، بالإضافة الى اختراق ناجح فوق مستوى 2009 والذي يمثل أعلى مستوى في الشهر الماضي ويعزز أيضا التوقعات الإيجابية. 
أما من الناحية الفنية، على الرغم من امتداد الحركة الصاعدة لعدة أيام، لا يزال الزخم الايجابي قويًا، ولا توجد حتى الآن أي إشارات على انعكاس محتمل في الوقت الحالي. لذلك، يجب على المتداولين التركيز على فرص تداول ضمن الاتجاه الصاعد السائد فقط باعتباره الاتجاه السائد في الذهب.
في حين، إذا شهدنا بداية حركة تصحيحية هابطة على خلفية عمليات جني الأرباح في وقت لاحق من هذا الشهر، فسيكون التركيز على منطقة 1985-2000 دولار لأنها تمثل منطقة دعم مهمة للذهب.
ومن هذه المنطقة، من المحتمل استمرار الصعود، على الجانب الآخر، فإن الإغلاق الأسبوعي دون منطقة 1950-1935 سوف يلغي هذا السيناريو الإيجابي.
في الختام، لا تزال الصورة الفنية للذهب إيجابية على المدى الطويل، ومن المتوقع أن يستهدف المشترون مستوى 2050 دولارًا للأونصة متبوعًا بأعلى مستوياته على الإطلاق بالقرب من 2070.

النفط (خام غرب تكساس)

من المتوقع أن يرتفع النفط الخام في شهر أبريل حيث تمكنت الأسعار من الاختراق فوق خط اتجاه هابط رئيسي بعد إظهار فجوة سعرية صاعدة قوية.   
بالنظر إلى الصورة الفنية الكبرى، تستمر أسعار النفط في التداول داخل نطاق واسع ممتد بين منطقة المقاومة 81.50-83.25 نحو الأعلى ومنطقة الدعم 72.60-70.20 نحو الأسفل. وفي الشهر الماضي، شهدنا كسرا كاذبا تحت الحد السفلي لنطاق التداول هذا، حيث وصلت الأسعار إلى أدنى مستوى لها عند 64.50 دولارًا للبرميل قبل أن ترتد بقوة وتستقر فوق الحاجز النفسي عند 80 دولارا.
في الوقت الحالي، وبالنظر إلى التطورات الأخيرة في الأسعار، من المتوقع أن يدفع المضاربون أسعار النفط الخام الى الصعود نحو قمة نطاق التداول المذكور أعلاه في الأسابيع المقبلة. علاوة على ذلك، يمكن اعتبار أي انخفاض محتمل مؤقتًا فقط، وسيتطلع المتداولون إلى ايجاد دعم بين مستويات 79.00 و77.50
أخيرا، سوف يظل هذا السيناريو ساريًا لا طالما استمرت الأسعار في التداول فوق مستوى 77.50. وامتدادًا للحركة الصاعدة ، فإن الإغلاق فوق مستوى مقاومة 83.25 من شأنه أن يؤدي إلى اندفاع كبير في أسعار النفط نحو مستوى المقاومة الموالية عند 86.70.

داو جونز (DOWJONES)

تداول مؤشر الداو جونز الشهر الماضي على ارتفاع حيث تمكن المشترون من دفع الأسعار فوق خط الاتجاه الهابط المرسوم من قمة شهر فبراير الماضي كما هو موضح في الرسم البياني أدناه.
من زاوية أكبر، لا زال هذا المؤشر يبحث عن اتجاه واضح، ويمكننا أن نرى أن الاتجاه الحالي لا يزال محايدًا وقد يستقر هذا المؤشر في الأيام المقبلة حيث وصلت الأسعار إلى مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8٪ للهبوط الأخير الذي بدأ من قمة
34.520 
لذلك، قد نشهد تصحيحا للأسفل في بداية شهر أبريل يمكن أن يصل إلى منطقة 33000-32900 قبل أن نرى ارتدادًا آخرا.
للتلخيص، فإن الاتجاه يظل محايدا في مؤشر داو جونز، مع لعب مستويات 33700-33850 دور أقرب منطقة مقاومة بينما تقع أقرب منطقة دعم وجب التركيز عليها بين مستويات 33000 و32900 متبوعة بمستوى 32780 كامتداد.

اس اند ب (SP500)

تمكن هذا المؤشر من الارتداد من مستوى الدعم الرئيسي عند 3800، علاوة على ذلك، فقد شهدنا اختراقًا ناجحًا فوق مقاومة 4040 نقطة مما يبقي على الزخم الايجابي بدون تغيير. 
في البداية، لا يزال المؤشر فوق دعم 3900 نقطة ومن المتوقع أن تجد أي حركة هابطة محتملة طلبًا قويًا من مستوى 4040 الذي كان يشكل المقاومة المكسورة سابقًا والتي من المحتمل أن تتحول إلى دعم في الأيام المقبلة.
أخيرا، لا زالت التوقعات تشير الى ارتفاع في مستويات الطلب مما قد يدفع المؤشر الى مزيد من التقدم لإعادة اختبار مقاومة 4200. علاوة على ذلك، يجب أن يركز المتداولون على سلسلة القمم والقيعان الصاعدة التي تشكلت خلال الارتفاع الأخير لتقييم قوة الاتجاه الحالي.

ناسداك (NASDAQ)

تحول اتجاه مؤشر ناسداك من محايد إلى صاعد حيث دخل المؤشر فيما يعرف بالسوق الصاعد بعد ارتفاعه بأكثر من 20٪ منذ تسجيله لأدنى مستوى له في ديسمبر الماضي. 
في الوقت الحالي، يختبر المؤشر مقاومة مهمة تقع عند مستوى 13200. حيث يمكن أن يؤدي الاختراق الناجح فوقها إلى استمرار الصعود في اتجاه المقاومة التالية الواقعة عند مستوى 13500 متبوعًا بمستويات 13700
في الختام، من المرجح أن يظل الزخم الايجابي دون تغيير ما لم نر إغلاقًا يوميًا دون مستوى 12400، والذي يمثل الدعم الرئيسي الذي يجب مراقبته خلال هذا الشهر. وفي المقابل، إذا فشل المؤشر في الاختراق فوق مقاومة 13200 ، فقد نرى حركة هابطة قد تمتد إلى منطقة الدعم المتواجدة بين مستويات 12700و12550 قبل استئناف الاتجاه الصاعد من جديد.

امين-حياني

المحلل الاقتصادي
امين حياني

Scroll to Top