تقرير خاص بقرار رفع الفائدة من الفدرالي الأمريكي
قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأول لعام 2023 حيث جاء هذا الخبر مثل توقعات السوق، مما أرسل أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2007
بالنسبة لردة فعل الدولار عقب صدور هذا القرار، شهدنا انخفاضا قويا نظرا لأن رفع سعر الفائدة بهذه النسبة كان منتظرا حيث كان المتداولون يتطلعون إلى أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بوتيرة بطيئة لا تتجاوز 25 نقطة أساس في الاجتماعات القادمة، وربما أن يوقف رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
لكن، خلال خطاب جيروم باول في المؤتمر الصحفي الذي يلي القرار، أعطى رسالة قوية للأسواق أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يستمر في توقع أن الزيادات في أسعار الفائدة ستكون مناسبة من أجل تحقيق هدف الحد من ارتفاع التضخم وإعادته إلى معدل 2٪ مع مرور الوقت.
وجاء هذا البيان عكس توقعات السوق حيث ترك الباب مفتوحًا بشكل واضح لمزيد من الرفع في أسعار الفائدة إذا لزم الأمر وأن قرارات السياسة النقدية المستقبلية ستعتمد على تغيرات البيانات الاقتصادية وخصوصا أرقام التضخم التي سيواصل مراقبتها باستمرار.
بالإضافة إلى ذلك، أكد جيروم باول يوم الأربعاء أن الحد من التضخم سيستغرق بعض الوقت وأن البنك المركزي ليس مستعدًا بعد لتغيير سياسته النقدية الحالية، مما يلغي امكانية أي تخفيض لأسعار الفائدة هذا العام.
ومن المحتمل أن تعطي هذه الرسالة دفعة قوية للدولار الأمريكي على الأقل على المدى القصير، لكن يبدو أن استيعاب هذا القرار سوف يستغرق بعض الوقت من المستثمرين.
لهذا السبب سوف نحاول أن نعطي الصورة الفنية لمؤشر الدولار الأمريكي على الرسم البياني الأسبوعي للنظر إلى الحركات المحتملة على المدى الطويل، بالإضافة الي التحليل الفني على الرسم البياني للساعة لكل من اليورو، الجنيه الإسترليني والذهب مقابل الدولار، لتحليل تأثير قرار الفائدة الاخير على المدى القصير أيضا.
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)
تمكن الدولار الأمريكي من الارتداد بقوة مع دخول الأسعار لمنطقة دعم مهمة.
عند تحليل الرسم البياني أدناه، يمكننا أن نرى أن مؤشر الدولار قد وصل إلى منطقة المقاومة المكسورة سابقًا والتي كانت تقع بالقرب من مستوى 103.00 حيث من المرجح أن تتحول هذه المقاومة السابقة إلى دعم، بالإضافة إلى ذلك، قد نرى دخول مشترين أقوياء مع اقترابنا من مستوى الدعم النفسي عند 100.00
علاوة على ذلك، عند استخدام أداة الفيبوناتشي، يمكننا أن نرى ارتداد الأسعار بعد تصحيح 50٪ من الحركة الصاعدة التي بدأت من قاع 88.15 في فبراير 2018 وانتهت عند قمة 114.80 في سبتمبر 2022.
وبالنظر الى كل هذه الأسباب الفنية، هناك احتمال لرؤية ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي، مما قد يؤدي إلى انتعاشه في الأسابيع المقبلة. ومع ذلك، فإن هذا الارتداد المتوقع يمكن أن يفشل قريبا حيث تظل حركة الهبوط من قمة 114.80 ذات طابع قوي على شكل موجة دافعة. في حين، يجب أن يركز المستثمرون على المدى الطويل على مستوى 105.60 كنقطة مرجعية، ويمكن للإغلاق الأسبوعي فقط فوق هذا المستوى أن يشير إلى تحول كبير في اتجاه الدولار الأمريكي.
للتلخيص، من المرجح أن يستفيد الدولار الأمريكي من بيان السياسة النقدية الأخير للفدرالي الامريكي حيث من المرجح أن تستقر الأسعار وتبدأ في الارتداد في البداية قبل أن نشهد موجة أخرى من الانخفاض في الأسابيع المقبلة.
اليورو/ دولار
توقف ارتفاع اليورو عند الحاجز النفسي 1.1000 بعد أن وصل الزوج إلى أعلى مستوى عند 1.1033 خلال جلسة التداولات الآسيوية ليوم الخميس.
من الناحية الفنية، أصبح الاتجاه قصير المدى محايدًا في هذا الزوج حيث خسرت الأسعار جزءًا كبيرًا من مكاسب هذا الأسبوع ودخلت مرة أخرى في نطاق التداول العرضي السابق الذي كان يقع بين مستويات 1.0930 و1.0780.
لذلك، فإن أي محاولة ارتداد من المتوقع أن تواجه بائعين جدد ما بين مستويات المقاومة الجديدة ما بين 1.0930 و1.0950 خلال الساعات القادمة.
على الجانب الآخر، إذا استمر الزوج في الهبوط، فيجب على المتداولين استهداف مستوى 1.0850 متبوعًا بدعم 1.0800 قبل أ نرى دعما للأسعار على المدى القصير. في الوقت نفسه، من المرجح أن تظل الأسعار صامدة ما لم نرى إغلاقًا يوميًا دون مستوى 1.0780، في حين أن أي كسر تحت هذا الأخير سوف يمهد الطريق لموجة هبوط جديدة.
الجنيه الاسترليني/ دولار
انخفض الجنيه الاسترليني بشكل قوي عقب قرار بنك إنجلترا بشأن سعر الفائدة بعد أن فشلت الأسعار في تجاوز مقاومة مهمة عند مستوى 1.2450 والتي تم اختبارها عدة مرات منذ بداية هذا العام.
وبالنظر إلى حركة الأسعار على المدى القصير، فقد تحول الاتجاه الحالي إلى هابط في هذا الزوج حيث نجح البائعون في دفع الأسعار إلى ما دون منطقة الدعم المتواجدة بين مستويات 1.2280و1.2260
حتى الآن، نلاحظ زيادة في الزخم السلبي بشكل كبير، ومن المرجح أن يمتد هبوط الزوج في اتجاه دعم 1.2170 يليه مستوى 1.2150 كامتداد على خلفية قوة الدولار الأمريكي.
في المقابل، في حالة تمكن الأسعار من العودة فوق مستوى 1.2325 فقد يضعف ذلك التوقعات السلبية الحالية.
الذهب
واجه الذهب ضغوط بيع قوية من منطقة المقاومة الفنية الرئيسية المتواجدة بين مستويات 1950و1956 بالإضافة الى عمليات جني الأرباح من طرف المشترين.
في الوقت الحالي، تباطأ الزخم الصاعد علي الذهب بسبب الارتفاع الأخير في الدولار الأمريكي. ومع ذلك، فإن الاتجاه الإيجابي لم يتغير، مما قد يؤدي إلى استقرار الأسعار في الساعات القادمة.
على المدى القريب، يجب أن يركز المتداولون على منطقة الدعم الواقعة بين مستويات 1900و1895، حيث من المرجح أن يظل المعدن الأصفر قويًا لا طالما ظل يتداول فوق المنطقة المذكورة أعلاه.
في الختام، من المرجح أن تجد أسعار الذهب زيادة في مستويات الطلب وتبدأ في الارتفاع مرة أخرى في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن يكون الانخفاض الأخير مؤقتًا ما لم نشهد إغلاقًا يوميًا دون مستوى الدعم الرئيسي عند 1895 دولارًا للأونصة.
المحلل الاقتصادي
امين حياني