بعد انتهاء أسبوع آخر شهدنا فيه ارتفاعات مهمة لكل من الأسهم الأمريكية والدولار، ينتظر المستثمرون قرار سعر الفائدة القادم من بنك الاحتياطي الفيدرالي وسط أسبوع مليء بالبيانات الاقتصادية المهمة. واستفادت الأسهم الأمريكية من النتائج المالية القوية للعديد من الشركات الكبيرة خلال بداية الأسبوع الماضي مما دفع مؤشرات الأسهم الرئيسية تمدد تقدمها، لكن مع ذلك، تراجع مؤشر ناسداك المركب بعدما جاءت أرباح بعض شركات التكنولوجيا العملاقة بأقل من التوقعات مما سحب المؤشر نحو الأسفل. خلال يوم الجمعة، شهدنا إغلاقًا متباينا مع زيادة في تقلبات السوق بسبب انتهاء صلاحية عقود كبيرة في سوق الخيارات على الأسهم.
وبالنظر إلى أداء الأسبوع الماضي، سجل مؤشر الداوجونز مكاسب قوية وصلت إلى نسبة 2.08٪، بينما قفز مؤشر ستاندارد بورز بنسبة 0.69٪، وعلى العكس، انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.57٪. أما بخصوص هذا الأسبوع، من المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 5.25٪ إلى 5.50٪ وذلك بعد شهر فقط من توقيفه لبرنامج رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ خمسة عشر شهرًا.
حيث من المنتظر على نطاق واسع أن نشهد رفع جديد لسعر الفائدة حيث تبلغ احتمالية حدوثه 97٪، وفي الوقت نفسه، سيركز المستثمرون على المؤتمر الصحفي لجيروم باول والذي من المرجح أن يقدم المزيد من الإرشادات حول مستقبل السياسة النقدية لبقية هذا العام.
في سوق العملات الأجنبية، تمكن الدولار الأمريكي من الارتداد بعد تعرضه لضغوط بيع شديدة بسبب التباطؤ الأخير في مستويات التضخم. من الناحية الفنية، انخفض مؤشر الدولار دون مستوى الدعم النفسي عند 100.00 مما أدى إلى بداية عمليات جني الأرباح بينما يتطلع المتداولون إلى اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة القادم. بالإضافة إلى ذلك، انخفض الين الياباني بحدة يوم الجمعة بعد أن صرحت بعض المصادر أن بنك اليابان من غير المرجح أن يُدخل أي تغييرات على منحنى العائد حيث يرى العديد من صناع القرار في اليابان أنه لا توجد حاجة ملحة لاتخاذ خطوات جديدة فيما يتعلق بالسياسة النقدية الحالية وارتفع زوج الدولار مقابل الين الياباني استجابةً لتلك الأخبار ليغلق الزوج بالقرب من مستوى 142.00.
على الجانب الآخر، توقف ارتفاع الذهب بنهاية الأسبوع الماضي بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له عند 1987 دولارًا للأونصة، وهو ما يمثل مقاومة فنية رئيسية. حتى الآن، لا يزال المعدن الأصفر مدعومًا طالما استمرت الأسعار في الصمود فوق مستوى دعم 1945. وعند النظر إلى الصورة الفنية الكبرى، يمكننا أن نرى أن الاتجاه لا يزال صاعدًا بينما الاتجاه قصير المدى محايد، وبالتالي، من المتوقع أن يظل أي انخفاض محدودًا على المدى القريب.
في حين، قد يبدأ السيناريو السلبي في حالة حدوث كسر تحت أدنى مستويات الأسبوع الماضي مما قد يؤدي إلى عمليات بيع جديدة نحو منطقة الدعم المتواجدة بين مستويات 1935و1927. على الجانب الآخر، إذا صمد دعم 1945، فمن المحتمل أن نشهد إعادة اختبار لمقاومة 1987 في الأيام المقبلة، في حين أن الإغلاق اليومي فوقها قد يستهدف الحاجز النفسي عند 2000 دولار. للتلخيص، سننتظر اختراقا خارج النطاق الحالي المتواجد بين مقاومة 1987 ودعم 1945 قبل تأكيد الحركة الاتجاهية التالية في الذهب.
في غضون ذلك، تمكن خام غرب تكساس الوسيط من تعويض الخسائر المبكرة للأسبوع الماضي ليغلق على ارتفاع بالقرب من مستوى 77.00 دولار. من وجهة نظر فنية، أصبح الاتجاه قصير المدى لخام غرب تكساس الوسيط إيجابيًا، ومن المرجح أن تتداول الأسعار نحو الأعلى في الأيام المقبلة، ومع ذلك، لا يمكن استبعاد العودة إلى زيارة منطقة الدعم الرئيسية الواقعة بين مستويات 74.70و73.80 والتي تمثل منطقة المقاومة المكسورة سابقًا قبل رؤية بداية صعود آخر.
حيث من المحتمل أن تستمر هذه المنطقة في العمل كدعم رئيسي إذا تم اختبارها مرة أخرى. لذلك، من المتوقع أن تستقر أسعار النفط حاليا، وسننتظر اختراقًا فوق مقاومة 77.00 لتأكيد بدء ارتفاع آخر في اتجاه مستوى 78.00 يليه حاجز 79.00كامتداد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاختراق الأخير فوق نموذج المثلث التصحيحي كما هو موضح في الرسم البياني أدناه يدعم الزخم الإيجابي الحالي ويمكن أن يؤدي إلى استمرار الارتفاع خلال هذا الأسبوع.
أخيرا، وبالنظر إلى البيانات الاقتصادية الرئيسية الأخرى لهذا الأسبوع، سينصب التركيز أيضا على قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن نسبة الفائدة والذي يتبعه اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة من 4.00٪ إلى 4.25٪ بينما من المرجح أن يبقي بنك اليابان أسعار الفائدة دون تغيير عند -0.10٪.
أما في الولايات المتحدة، من المقرر أن تنخفض أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من السنة من 2.0٪ إلى 1.8٪.
المحلل الإقتصادي
أمين حياني