انخفاض قوي لسهم تسلا (TESLA) بنسبة 11% في ظل مخاوف خفض الإنتاج

واصل سعر سهم تسلا (Tesla) هبوطه يوم الثلاثاء وسط تزايد مخاوف انخفاض الطلب في الصين.

وانخفض السهم بأكثر من 69 ٪ في عام 2022 حيث يتجه لتسجيل أسوأ أداء له على مستوى الشهري، الربعي، والسنوي لأول مرة في تاريخه. وتراجعت الأسهم يوم أمس بنسبة 11٪، لتغلق عند سعر 109 دولار، وهو أسوأ أداء يومي لسهم تسلا منذ 8 أشهر.

في حين يدعي بعض المستثمرين أن السبب الرئيسي وراء عمليات البيع الأخيرة هو نقص اهتمام الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بتسلا وابتعاده عن الشركة حيث صار جل اهتمامه يميل أكثر لشركة تويتر منذ أن صار يملكها. علاوة على ذلك، إن الافتقار إلى رؤية استثمار مستقبلية يجعل من الصعب على المستثمرين تقييم فرص النمو لشركة تسلا.

لكن السبب الرئيسي وراء الانهيار الأخير، يرجع أساسًا إلى التقارير الأخيرة التي تفيد بأن تسلا أوقفت إنتاجها في أكبر مصانعها للسيارات الكهربائية المتواجد في شنغهاي لمدة ثمانية أيام وتخطط لمواصلة خفض الإنتاج خلال شهر يناير القادم في ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروسCOVID-19 في الصين.  

t

ويجب التذكير أن الشركة كانت تعاني منذ بداية هذا العام من بيئة أعمال صعبة نظرا لارتفاع أسعار الفائدة، بالإضافة إلى ذلك، واجه السهم ضغوط بيع كبيرة بعدما قررت العديد من الصناديق الاستثمارية بيع حصصها من أسهم تسلا بخسارة من أجل موازنة المكاسب التي حققتها في استثمارات أخرى وذلك بهدف خفض القاعدة الضريبية على الدخل.

بعد الانهيار الأخير، تراجعت تسلا حاليا في تصنيف أكبر الشركات في العالم وفقًا للقيمة السوقية حيث نزلت من المرتبة 12 إلى المرتبة 20 بقيمة سوقية تبلغ 344.5 مليار دولار.   

tesla-3

في الجانب الآخر، تواجه شركات تصنيع السيارات الكهربائية الأخرى، مثل NIO أيضًا، أوقاتًا صعبة، حيث شهدت شركة صناعة السيارات الصينية انخفاضًا في أسهم الشركة بنسبة 8٪ يوم الثلاثاء بعد خفض توقعاتها للتسليم في الربع الرابع.

وسط كل هذه المعطيات، من الواضح أن شركة تسلا تواجه مشكلات كبيرة في الطلب ومن الضروري أن تجد حلولًا بديلة لزيادة مبيعاتها خلال العام المقبل.

أما بالنظر إلى الصورة الفنية لسهم تسلا، ومن خلال الرجوع لتحركات السنة الماضية، لم يتمكن المشترون من الحفاظ على الأسعار فوق الحاجز النفسي عند 400 دولار حيث سجل السهم ذروته عند 415 دولارًا في شهر نوفمبر من العام الماضي.

وكان أول تحذير تقني لانعكاس محتمل لاتجاه الأسعار عند ظهور نمط انعكاسي هابط والمعروف بنموذج (الرأس والكتفين)، والذي تم تأكيده بعد مرور سنة تقريبا حيث تمكنت الأسعار من كسر خط العنق لهذا النموذج في نهاية شهر أكتوبر.
حيث كانت منطقة الدعم الرئيسية تقع بين مستويات 200 و180 دولارًا، وأدى نزول الأسعار تحت تلك المستويات إلى بداية عمليات بيع قوية.

في الوقت الحالي، يواجه الزوج ضغوط سلبية قوية على الصعيدين الأساسي والفني، ولا يزال زخم البيع قويًا ، وبالتالي من المرجح أن تستمر الأسعار في الانخفاض في اتجاه الدعم الموالي المتواجد عند مستوى 90 دولارًا في الأسابيع القادمة كما هو موضح في الرسم البياني الأسبوعي أدناه.     

TESLA-WEEKLY-CHART-2

وبالنظر إلى الرسم البياني اليومي، يمكننا أن نرى أن السهم قد وصل إلى مستوى دعم مهم على المدى القريب يقع عند سعر 109 دولارًا وهو ما يمثل مستوى طلب قوي تكون خلال شهر سبتمبر من عام 2020 ودفع بالسهم إلى بدأ ارتفاع قوي في الماضي. لذلك، قد نشهد بداية عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين مع اقتراب نهاية هذا العام.   

TESLA-DAILY-2
امين-حياني

المحلل الاقتصادي
امين حياني

Scroll to Top