ففي بداية القرن الثامن عشر بدء التجّار والمضاربين بالتجمع تحت شجرة تسمى” شجرة بوتنوود “من أجل التداول والمتاجرة بالأوراق الماليَّة.
وبعد فترة من الزمن تم الاتفاق بين التجار على وضع حجر الأساس لإقامة بورصة نيويورك فيما بعد، وكان الهدف من الاتفاق تنظيم السوق إلى حد أكبر ومنع حدوث الممارسات التلاعبيَّة فيه من خلال اعتماد نظام عمولات موحَّد.
كانت تحتوي المنطقة على وحدات سكنية، ولكن سادت فيها الأعمال تدريجياً بمرور الوقت وبسبب كثرة الضجيج والصخب الذي أحاط بيوت الناس في المنطقة ومنعهم من القيام بأي شيء فهاجروا منازلهم وأصبحت المنطقة لإجراء الاعمال التجارية فقط.
ومطلع القرن التاسع عشر حدث ازدهار كبير في قطاع الأعمال بالمدينة، وذلك لأنها كانت المرفأ الشرقيّ الكبير الوحيد الذي ارتبط مباشرةً بالطرق المائيَّة المؤدَّية إلى البحيرات العظمى، وهكذا غدت وول ستريت “عاصمة المال في أمريكا”.
وعند تطور التكنولوجيا وظهور الإنترنت الوضع أختلف كلياً واصبح التداول سهلاً عن طريق تقصير الوقت وتقديم الموارد المختلفة التي يحتاجها كل مستثمر للنجاح في التداول، و تقليل التكلفة بشكل كبير حيث أصبح بإمكان المتداول البدء بالاستثمار من البيت بوجود الحاسوب وهاتف وإنترنت فقط.
وأصبحت وول ستريت في اللغة المالية الحالية مصطلح يشير إلى العديد من الأطراف في الاستثمار الأمريكي والصناعة المالية بما في ذلك البنوك الاستثمارية والتجارية وصناديق التحوط والصناديق الاستثمارية وشركات إدارة الأصول، وشركات التأمين والوسطاء وتجار العملات والسلع والمؤسسات المالية وغيرها.
مع إن معظم هذه الكيانات لها مقرات أخرى في مدن مختلفة مثل شيكاغو وبوسطن وسان فرانسيسكو، إلا إن وسائل الإعلام ما زالت تشير إلى الاستثمار والصناعات المالية في الولايات المتحدة باسم وول ستريت.