قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة من 5.25٪ إلى 5.50٪ كما كان متوقعًا على نطاق واسع بينما ترك الباب مفتوحًا لمزيد من الارتفاعات في المستقبل حيث لا تزال السياسة النقدية المستقبلية للبنك المركزي تعتمد على البيانات الاقتصادية القادمة. وجاء قرار الرفع بالإجماع، وبذلك وصلت أسعار الفائدة الآن إلى أعلى مستوى لها منذ 22 عامًا. علاوة على ذلك، تحولت التوقعات الاقتصادية إلى معتدلة حيث لم يعد صناع السياسة النقدية يرون إمكانية حدوث ركود اقتصادي. على الجانب الآخر، تم استبعاد احتمال خفض سعر الفائدة في وقت لاحق من هذا العام بشكل نهائي، وفي الوقت نفسه، يرى جيروم باول أن معدلات التضخم لا يمكنها الوصول إلى هدف 2٪ إلا عند عام 2025 على الأقل.
وسيعقد الاجتماع القادم للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة خلال شهر سبتمبر، وبالتالي، سيواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي مراقبة التغيرات في مستويات التضخم وسوق العمل وأيضا المؤشرات الاقتصادية الأخرى قبل اتخاذ أي قرار جديد بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة.
وعند النظر إلى التحركات الأخيرة في سوق الأسهم، شهدنا تراجع مؤشرات الأسهم الرئيسية، ومع ذلك، سجل مؤشر الداو جونز مكاسب جديدة لليوم الثالث عشر على التوالي حيث يعتبر التقدم الحالي في مؤشر 30 سهمًا بمثابة أفضل سلسلة مكاسب متتالية منذ عام 1987 ويظل على بعد إغلاق إيجابي واحد ليصل لأفضل سلسلة من المكاسب تم تحقيقها على الإطلاق، والتي تم تسجيلها في يونيو من سنة 1897. في غضون ذلك، خسر مؤشر ستاندارد بورز 0.02٪ بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.12٪.
في سوق العملات الأجنبية، انخفض الدولار الأمريكي بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي حيث يظل المستثمرون حذرين بشأن رفع جديد لسعر الفائدة في المستقبل. وتمكن اليورو مقابل الدولار الأمريكي من الارتداد بالقرب من الدعم النفسي 1.1000 كما ذكرنا في تقريرنا السابق، وفي الوقت الحالي، من المرجح أن يختبر المشترون حاجز 1.1100 في الساعات القادمة. في حين، قد يؤدي الاختراق الناجح فوقه إلى امتداد آخر للصعود في اتجاه مستوى 1.1150. على الجانب الآخر، يمكن أن يؤدي الفشل في تجاوز أعلى سعر مسجل خلال جلسة تداول يوم أمس إلى بداية حركة تصحيحية هابطة من جديد. أما بالنسبة لليوم، سيكون التركيز على قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن نسبة الفائدة والذي من المرتقب أن يزيد من تقلبات هذا الزوج حيث من المتوقع أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 4.00٪ إلى 4.25٪.
في سوق السلع، أغلق الذهب على ارتفاع على خلفية ضعف الدولار مما يعزز النظرة الإيجابية على المدى القريب. ومع ذلك، وجب حدوث اختراق ناجح فوق مقاومة 1987 في الأيام المقبلة لتأكيد اندفاع آخر نحو الحاجز النفسي عند مستوى 2000 دولار للأونصة متبوعًا بمستوى 2018 كامتداد. في المقابل، من المرجح أن يظل الاتجاه الصاعد بدون تغيير بينما تستمر الأسعار في التداول فوق منطقة الدعم المتواجدة بين مستويات 1950و1945.
بالإضافة إلى ذلك، توقف ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط يوم الأربعاء حيث اقتربنا من الحاجز النفسي عند مستوى 80.00 دولار. من وجهة نظر فنية، لا يزال الاتجاه قصير الأجل لخام غرب تكساس الوسيط إيجابيًا، ومن المرجح أن تمتد الأسعار نحو مستوى مقاومة 81.15 في الأيام المقبلة، ومع ذلك، قد نشهد بعض عمليات جني الأرباح بسبب تداول الأسعار حاليًا عند مستويات ذروة الشراء. علاوة على ذلك، فإن الاختراق الأخير فوق نمط المثلث التصحيحي كما هو موضح في الرسم البياني أدناه يدعم استمرار الزخم الإيجابي الحالي ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من الصعود، وبالتالي، من المتوقع أن يكون أي انخفاض مؤقتًا في النفط لا طالما استمرت الأسعار في التداول فوق قاع 74.60.
على الجانب الآخر، يمكن أن يؤدي امتداد محتمل للحركة التصحيحية إلى إعادة اختبار دعم 77.25 متبوعًا بمستوى 76.40 قبل أن نشهد بداية ارتفاع جديد.
أما بالنظر إلى البيانات الاقتصادية الأخرى لهذا اليوم، فمن المتوقع أن تنخفض الأرقام الربعية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي من 2.00٪ إلى 1.8٪، في غضون ذلك، من المقرر أن تنخفض أرقام السلع المعمرة من 1.8٪ إلى 1.3٪.
بينما تشير التوقعات إلى ارتفاع محتمل في طلبات الإعانة على البطالة من 228 ألفًا إلى 234 ألفًا.
أخيرًا، ستتجه أنظار المستثمرين إلى اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان والذي من المتوقع أن يترك أسعار الفائدة دون تغيير عند -0.10٪ خلال جلسة التداولات الآسيوية القادمة.
المحلل الإقتصادي
أمين حياني