تمكن الدولار الأمريكي من الارتداد يوم الثلاثاء على الرغم من استمرار البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة من الولايات المتحدة حيث انتقل تركيز المستثمرين إلى قرار سعر الفائدة القادم من بنك الاحتياطي الفيدرالي. وانخفضت الأرقام الشهرية لمبيعات التجزئة من 0.5٪ إلى 0.2٪ ، علاوة على ذلك ، جاء كل من مؤشري الإنتاج الصناعي ومعدل استخدام السعة بأقل من التوقعات يوم أمس بينما في كندا ، شهدنا تباطؤا في معدلات التضخم حيث انخفض مؤشر أسعار المستهلكين إلى 0.1٪ مقارنة بـ 0.4٪ كانت مسجلة في السابق وبالتالي تراجع زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له هذا الأسبوع عند 1.3243 مما يبقي هذا الزوج تحت الضغط على المدى القصير ، لذلك ، لا يزال احتمال استمرار الهبوط نحو مستوى الدعم اليومي المتواجد عند 1.3100 قائما.
وبالنظر إلى آخر التحركات في سوق الأسهم الأمريكي، مددت المؤشرات الرئيسية الثلاثة تقدمها يوم أمس حيث أضاف مؤشر الداو جونز 300 نقطة أخرى ليغلق مرتفعاً بنسبة 1.06٪ لليوم السابع على التوالي، في غضون ذلك، ارتفع مؤشر
S & P500 بنسبة 0.71٪ بينما ارتقى مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.76٪. في حين، من المهم ملاحظة أن جميع هذه المؤشرات أغلقت عند أعلى مستوياتها منذ شهر أبريل من سنة 2022. ومن المقرر أن يستمر الزخم الايجابي مدعومًا بالأرباح القوية من الشركات المصرفية الكبرى مثل Bank of America وMorgan Stanley التي أعلنت عن نتائج مالية جاءت بأفضل من المتوقع، وبذلك شهدت أسهمها تقدمًا بأكثر من 4٪ و6٪ على التوالي.
من ناحية أخرى، ارتفع الذهب يوم الثلاثاء بعد أن نجح المشترون في تجاوز قمم الأسبوع الماضي وتمكن المعدن الأصفر من الوصول إلى منطقة المقاومة الأسبوعية المذكورة في تقريرنا السابق الواقعة بين مستويات 1975 و1983. لذلك، قد نشهد استقرارًا في الأسعار على المدى القريب بسبب جني الأرباح المحتمل قبل رؤية تقدم آخر. وتحول اتجاه الذهب إلى الاتجاه الصاعد الآن، حيث إذا استمرت الأسعار في الصمود فوق دعم 1945، فمن المرجح أن تظل ضغوط الشراء قوية.
في حالة الاختراق الناجح فوق قمة 1984 سوف يتم استهداف مقاومة 1993 يليها الحاجز النفسي الواقع عند مستوى 2000 دولار للأونصة. على الجانب الآخر، إذا استمرت قمة يوم أمس في الثبات، فقد نرى إعادة اختبار لمنطقة الدعم المتواجدة بين 1963و1954 قبل ظهور مشترين جدد.
أما بالنسبة لحركة النفط، تداول خام غرب تكساس الوسيط بما يتماشى مع توقعاتنا حيث تمكنت الأسعار من الارتداد بعد عمليات البيع المكثفة التي واجهها خلال يوم الجمعة الماضي وبداية هذا الأسبوع حيث أعطى مستوى الدعم الأولي عند 73.85 طلبا قويا. ومن الناحية الفنية، تتبع أسعار النفط اتجاهًا صاعدًا على المدى القريب مما يبقي احتمال الهبوط محدودًا، وبالتالي، من المتوقع استمرار الارتفاع في الساعات القادمة نحو مستوى مقاومة 76.00. من زاوية أكبر، تتداول الأسعار حاليا داخل نطاق واسع يقع بين مقاومة مهمة عند 83.00 دولارًا ومستوى دعم رئيسي يقع عند 64.00 دولارًا للبرميل.
أخيرًا، سينتظر المشاركون في السوق صدور أرقام التضخم الأخيرة من المملكة المتحدة والتي من المنتظر ان تنخفض من 0.7٪ إلى 0.4٪ على أساس شهري. في المقابل، تشير التوقعات إلى زيادة في مؤشر أسعار المستهلكين لمنطقة اليورو من 0.0٪ إلى 0.3٪. بينما في الولايات المتحدة، من المقرر أن ترتفع تصاريح البناء من 1.496 مليونًا إلى 1.500 مليونًا، وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ينخفض مؤشر بناء المنازل من 1.631 مليونًا إلى 1.480 مليونًا.
المحلل الإقتصادي
أمين حياني