تمكنت الأسهم الأمريكية من استئناف تقدمها بعد أن واجهت ضغوط بيع قوية خلال الأسبوع الماضي خصوصا بعد صدور تقرير الوظائف غير الزراعي. وأغلقت المؤشرات الرئيسية الثلاثة على ارتفاع يوم الثلاثاء حيث ينصب التركيز الآن على أرقام التضخم الأخيرة والتي من المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم. من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو الماضي من 0.1٪ إلى 0.3٪، على العكس من ذلك، تشير التوقعات إلى انخفاض في الأرقام السنوية التي من المحتمل أن تنخفض من 4.00٪ إلى 3.1٪. وتعتبر بيانات التضخم اليوم مهمة للغاية حيث من المحتمل أن تحدد الخطوة التالية لمسار أسعار الفائدة من طرف بنك الاحتياطي الفيدرالي.
حتى الآن، هناك احتمال بنسبة 92٪ برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع نهاية هذا الشهر. ومع ذلك، يحاول المستثمرون معرفة ما إذا كان هذا الرفع المحتمل بمثابة الأخير لهذا العام، أم أنه سيكون هناك المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب. حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع معدل التضخم بالإضافة إلى قوة سوق العمل إلى دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة لعدة مرات أخرى، في المقابل، يمكن أن يؤدي تباطؤ التضخم إلى دفع البنك المركزي إلى تخفيف سياسته النقدية الحالية. وأضاف مؤشر الداو جونز خلال تداولات يوم أمس أكثر من 300 نقطة مرتفعًا بنسبة 0.93٪ بينما تقدم مؤشر ستاندارد بورز بنسبة 0.67٪، في حين، ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.55٪.
ونرى من بين أقوى الأسهم التي دفعت السوق للصعود يوم الثلاثاء تواجد سهم أكتفيزين، حيث ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 10٪ بعد قرار زيادة الأسعار بداية من شهر أغسطس القادم، في غضون ذلك، ارتفعت أسهم سيلس فورس بنسبة 4٪.
في سوق العملات الأجنبية، لا يزال الدولار الأمريكي تحت الضغط حيث رأينا الدولار يمدد انخفاضه مقابل سلة من العملات الرئيسية. وبالتالي، استفاد الذهب من هذا الوضع، وشهدنا وصول الأسعار إلى منطقة مقاومة رئيسية تقع بين مستويات 1932 و1937 والتي تمثل خط العنق لنمط الانعكاس السعري المعروف بالرأس والكتفين المقلوب كما وضحنا في تقريرنا السابق. حيث من المرجح أن الاختراق فوق هذه المنطقة قد يؤكد انعكاس صاعد للاتجاه وسنبحث بعدها عن موجة أخرى من الصعود في اتجاه منطقة مقاومة 1955و1960. على الجانب الآخر، من المرتقب أن يؤدي الإغلاق اليومي دون مستوى 1910 إلى إلغاء السيناريو الإيجابي وزيادة ضغوط البيع مرة أخرى على المعدن الأصفر.
أما بالنظر إلى آخر التطورات في أسعار النفط، نلاحظ أن الزخم الايجابي بدأ يرتفع تدريجياً، وتختبر الأسعار حاليا مستوى مقاومة مهم يقع عند 75.00 دولار للبرميل. علاوة على ذلك، يمكننا أن نرى أن الأسعار قد تمكنت من اختراق خط الاتجاه الهابط وتكوين دعم قوي بالقرب من مستوى 67.00 على الرسم البياني اليومي. لذلك، من المحتمل استكمال الصعود في الأيام القادمة باتجاه منطقة 77.00 و78.00. على العكس من ذلك، إذا رأينا بداية عمليات جني الأرباح بالقرب من حاجز 75.00، فسننتظر إعادة اختبار لدعم 72.50 قبل بداية موجة صعود جديدة.
وبخصوص التقويم الاقتصادي لليوم، ستتجه الأنظار إلى أرقام التضخم من الولايات المتحدة أولا كما ذكرنا سابقًا. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يرفع بنك كندا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 4.75٪ إلى 5.00٪ في وقت لاحق اليوم. وبالتالي، نتوقع زيادة في تقلبات زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي، بينما سيتطلع متداولو النفط إلى أرقام مخزونات النفط الخام.
المحلل الإقتصادي
أمين حياني