واصل الدولار الأمريكي تقدمه يوم الأربعاء بعد صدور بيانات التوظيف غير الزراعية ADP التي جاءت بأكثر من المتوقع. وارتفع عدد الوظائف في القطاع الخاص بواقع 324 ألف وظيفة في يوليو مقارنة بالتوقعات التي كانت تشير إلى خلق 189 ألف وظيفة فقط. حيث تؤكد هذه المفاجأة الإيجابية الانتعاش الذي شهده سوق العمل في الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة. لكن بالرغم من ذلك، فقد تحولت معنويات السوق إلى الجانب السلبي حيث واجه سوق الأسهم عمليات بيع مكثفة بعد أن خفضت وكالة فيتش تصنيف الولايات المتحدة على المدى الطويل من AAA إلى AA + ويعتبر هذا هو أول تخفيض لتصنيف الولايات المتحدة منذ عام 2011.
بالنظر إلى رد فعل السوق، أغلقت جميع المؤشرات الرئيسية على انخفاض مع دخول السوق في حالة عدم اليقين. وفقد مؤشر الداو جونز نسبة 0.98٪، بينما تراجع مؤشر S & P500 بنسبة 1.38٪، في حين، سجل مؤشر ناسداك أسوأ يوم له منذ فبراير الماضي حيث انخفض المؤشر بنسبة 2.17٪. وكان ارتفاع سوق الأسهم قد أن وصل إلى مستويات ذروة الشراء مما دفع المستثمرين إلى البدء في جني بعض الأرباح. بالنسبة لأخبار اليوم، سيكون التركيز على اجتماع السياسة النقدية لبنك إنجلترا حيث من المتوقع أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 5.00٪ إلى 5.25٪ لمكافحة ارتفاع التضخم في المملكة المتحدة. علاوة على ذلك، ينتظر المتداولون سلسلة من أرقام مؤشر مديري المشتريات الخدمي من منطقة اليورو بينما في الولايات المتحدة، من المقرر أن ترتفع طلبات الإعانة على البطالة من 221 ألفًا إلى 226 ألفًا. في غضون ذلك، من المرجح أن ترتفع طلبات المصانع من 0.3٪ إلى 2.0٪.
من وجهة نظر فنية، لا يزال مؤشر الداو جونز في اتجاه صاعد حيث لا يزال الرسم البياني اليومي يظهر سلسلة من القمم والقيعان المرتفعة ويعتبر انخفاض يوم أمس تصحيحيًا بسبب عمليات جني الأرباح ومن الممكن أن نشهد إعادة اختبار لمنطقة الدعم المتواجدة بين مستويات 35200و34950 قبل استئناف الاتجاه الصاعد. على الجانب الآخر، إذا استقر المؤشر فوق أدنى مستوى ليوم أمس، فمن المتوقع أن يعيد المؤشر اختبار قمة 35700، في حين أن الاختراق فوقها يمكن أن يؤدي إلى اندفاع آخر نحو مستوى المقاومة التالي الذي يوجد عند 35875.
أما في سوق العملات الأجنبية، تمكن زوج الدولار مقابل الين من الاستقرار بالقرب من مقاومة رئيسية تقع عند مستوى 143.50 بعد أن أصبح الاتجاه إيجابيًا بعد الاختراق الناجح لحاجز 142.00 في وقت سابق من هذا الأسبوع، وبالتالي، من المتوقع أن تتداول الأسعار بشكل جانبي قبل استمرار الارتفاع. على المدى القريب، سوف يؤدي الاختراق فوق مقاومة 143.50 إلى فتح الطريق نحو المقاومة الموالية الواقعة عند 144.25. في المقابل، تعتبر مستويات 142.30و141.90 بمثابة منطقة دعم رئيسية لهذا الزوج وإذا استمرت الأسعار في الصمود فوقها، فمن المرجح أن يظل احتمال الهبوط محدودا.
وبالنسبة للعملة الموحدة، تحول اتجاه زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي إلى اتجاه هابط بعد كسر الدعم النفسي عند 1.1000، ومن المتوقع أن تواجه الأسعار المزيد من ضغوط البيع لا طالما ظل الزوج يتداول تحت مستوى 1.1050 مما قد يؤدي إلى إعادة اختبار منطقة الدعم الأسبوعية بين 1.0865و1.0830 في الأيام المقبلة. في المقابل، عند النظر إلى الأطر الزمنية الأعلى، يمكننا أن نرى أن الاتجاه الرئيسي لا يزال صاعدا حيث تستمر الأسعار في التداول فوق خط الاتجاه الصاعد الممتد من قاع 21 نوفمبر وفقًا للرسم البياني أدناه.
في سوق السلع، مدد الذهب حركته التصحيحية الهابطة حيث يختبر البائعون في الوقت الراهن دعمًا رئيسيًا يقع عند مستوى 1935. ولقد تحول الاتجاه قصير المدى إلى هابط، لذلك من المرجح أن يستمر الزخم السلبي لا طالما ظل المعدن الأصفر تحت مقاومة 1970.وبالنسبة لليوم، يمكن أن يؤدي الكسر دون دعم 1935 إلى استمرار الهبوط في اتجاه مستوى 1925.
على الجانب الآخر، إذا استمر هذا الدعم في الصمود، فإن العودة لاختبار حاجز 1955 تظل ممكنة.
في الختام، على الرغم من الزخم السلبي الحالي، يتداول الذهب عند منطقة دعم مهمة جدا وقد نرى زيادة في مستويات الطلب خلال الساعات القادمة. لذلك، سننتظر لنرى كيف سيتحرك السعر عند المستويات الحالية قبل تحديد الاتجاه القادم.
المحلل الإقتصادي
أمين حياني