بدأ الدولار الأمريكي تداولات شهر أغسطس بشكل إيجابي بينما شهدنا إغلاقا متباينا للأسهم الأمريكية حيث سجل المؤشر الثلاثيني مكاسب متواضعة بعد ارتفاعه بنسبة 0.20٪، بينما تراجع مؤشر S & P500 بنسبة 0.27٪، في حين، فقد مؤشر ناسداك المركب نسبة 0.43٪ بعد انخفاض مؤشر مديري المشتريات الصناعي يوم أمس وكان الشهر الماضي جيدًا بالنسبة للسوق الأمريكي، حيث زادت ثقة المستثمرين بعد البيانات الاقتصادية القوية وتراجع معدلات التضخم مما زاد من احتمال حدوث ما يعرف بالهبوط الناعم (وقف السياسة النقدية المتشددة بدون تضرر الاقتصاد ودخوله في حالة ركود).
علاوة على ذلك، من المرجح أن تستمر أرباح الشركات التي تجاوزت معظمها التوقعات في دعم الزخم الإيجابي الحالي لسوق الأسهم الأمريكي.
كان الحدث الرئيسي خلال الشهر الماضي هو اجتماع السياسة النقدية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والذي قرر فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما دفع أسعار الفائدة للوصول إلى أعلى مستوى لها منذ اثنين وعشرين عامًا. في وقت لاحق من هذا الأسبوع، سينصب تركيز المستثمرين على أرقام الوظائف غير الزراعية.
أما بالنظر إلى الأداء الشهري، ارتفع مؤشر الداوجونز بنسبة 3.4٪ وأضاف مؤشر S & P500 نسبة 3.1٪ مسجلاً بذلك إغلاقه الإيجابي الخامس على التوالي والذي لم نشهده منذ أغسطس 2021. في غضون ذلك، ارتفع مؤشر التكنولوجيا بنسبة 4.1٪ ويعتبر ذلك أفضل سلسلة مكاسب حققها الناسداك منذ أبريل 2021.
من الناحية الفنية، لا يزال مؤشر الداو جونز في اتجاه صاعد حيث يظهر الرسم البياني اليومي أدناه سلسلة من القمم والقيعان المرتفعة. في حين، يقع الدعم الرئيسي لهذا اليوم عند مستوى 35200 وإذا استمرت الأسعار في التداول فوقه، فمن المتوقع أن يعيد المؤشر اختبار قمة 35700، بينما الاختراق فوقها يمكن أن يؤدي إلى اندفاع آخر نحو مستوى المقاومة التالي الذي يقع عند مستوى 35875.
في سوق العملات الأجنبية، تمكن زوج الدولار مقابل الين من تجاوز حاجز 142.00 معززا بذلك التوقعات الايجابية على المدى القريب بعد تحول الاتجاه من محايد إلى صاعد، وبالتالي، من المتوقع أن تمتد الأسعار نحو المقاومة التالية الواقعة عند مستوى 143.65. على الجانب الآخر، يعتبر مستوى 141.90 بمثابة الدعم الرئيسي لهذا الأسبوع وإذا استمر الزوج في الصمود فوقه، فمن المحتمل أن يكون احتمال الهبوط محدودا. في المقابل، تحول اتجاه زوج الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى هابط على المدى القصير، ومن المتوقع أن تواجه الأسعار المزيد من ضغوط البيع لا طالما ظلت تحن مستوى 1.2887 مما قد يؤدي إلى إعادة اختبار دعم 1.2740 في الساعات القادمة. ومع ذلك، عند النظر إلى الأطر الزمنية الأكبر، يمكننا أن نرى أن الاتجاه الرئيسي لا يزال صاعدا حيث تستمر الأسعار في التداول فوق كل من الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة وفقًا للرسم البياني أدناه، بالإضافة إلى المتوسط المتحرك ل 50 يوما.
ويمكن أن يؤدي الكسر دون مستوى 1.2740 إلى انخفاض قوي في اتجاه منطقة الدعم التالية الواقعة بين مستويات 1.2680و1.2590، بينما يمكن أن يستهدف الاغلاق اليومي فوق حاجز 1.2887 إعادة اختبار المقاومة النفسية عند مستوى 1.3000.
أما في سوق السلع، فشل الذهب مرة أخرى في تجاوز حاجز 1985 مما أدى إلى بداية حركة تصحيحية هابطة، لكن من المتوقع أن يكون انخفاض الأسبوع الماضي مؤقتًا حيث لا يزال الاتجاه السائد في المعدن الأصفر إيجابيا، بينما أصبح الاتجاه محايدا على المدى القصير. في الأيام المقبلة، نتوقع دعم قوي للذهب بين مستويات 1945 و1935 إن تم اختبارها من جديد وإذا تمكن الذهب من الصمود فوق منطقة الطلب هاته، فإن الصورة الفنية الإيجابية سوف تظل دون تغيير، في غضون ذلك، يمكن للأسعار أن ترتد تدريجياً خلال الأيام المقبلة. على الجانب الآخر، فإن الإغلاق أسفل منطقة الدعم المذكورة أعلاه يمكن أن يمهد الطريق لهبوط قوي يمكن أن يصل إلى مستويات 1910و1900.
أخيرا، بالنظر إلى البيانات الاقتصادية لهذا اليوم، ينتظر المتداولون صدور أحدث تغيير للوظائف في القطاع غير الزراعي ADP بالإضافة إلى أرقام مخزونات النفط الخام.
المحلل الإقتصادي
أمين حياني